الدكتور هيثم محمد القرعان
دكتوراه في القانون الدولي وحقوق الانسان
ماهي اتفاقية حقوق الطفل وبنود اتفاقية الطفل
بعد النكبات والويلات التي تعرض لها العالم نتيجة الحروب المدمرة الطاحنة وغير الإنسانية التي حصلت في بدايات القرن المنصرم، من العالمية الأولى إلى الثانية، وبعد تعرض العالم لموجة عنصرية اجتاحته، وهو الوقت ذاته الذي فقد الإنسان فيه كرامته وأصبحت أعداد الجثث تعدُّ عدَّاً مهيناً فقد وصلت الأرقام إلى الملايين. وبسبب ما كان يتعرض له الإنسان المضطهد قديماً عن طريق سيطرة الدول الإستعمارية على موارد الدول الضعيفة كالدول الإفريقية والتنكيل بشعوبها على اعتبار أنَّه لا جدوى من معيشتهم سوى أنَّهم خلقوا لخدمة ورعاية المستعمرين، فكانوا يتعرضون لأشدِّ أنواع التعذيب من ضرب وشتم واغتصاب وبيع وشراء في أسواق العبيد، فمهفوم الاستعباد هذا هو من الأسباب التي وضعت العصي في دولايب عجلة التقدم الإنساني والنهضة الحضارية قديماً، فقد كانت الغطرسة منتشرة في كافة أرجاء العالم مما جعل البشر ينقسمون لقسمين أحرار وعبيد، في حين كان من المفترض أن يكونوا جميعهم أحراراً.
وفي ظل هذه الفوضى التي كانت متفشية بشكل كبير، كان العنصران الأكثر اضطهاداً هما المرأة والطفل، بسبب ضعف البنية وسهولة الاستغلال، فلم تكن هناك قيمة للنساء، تباع وتشترى، تغتصب وتستعبد، لا أحد يكترث بها ولا بمشاعرها ولا بإنسانيتها. أما الأطفال فقد واجهوا الويلات قديماً من بيع وشراء واستعباد وتضييع للإنسانية وسبي و اغتصاب وأمية، وبهذا كانت البشرية تهدر فرصاً كبيرة في التقدم لأن الأطفال هم أمل المستقبل.
لذلك تنبهت الدول في العالم إلى ضرورة حماية الأطفال ورعايتهم وصيانتهم، حتى ينشأ جيلٌ يقود مسيرة المستقبل ويواصل التقدم الإنساني والنهضة المعرفية، فقبل زهاء 26 سنة، قرر قادة دول العالم تحت مظلة الأمم المتحدة، وضع اتفاقية ونصوص قانوينة لحماية الأطفال وخصوصاً من لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، نظراً لما يحتاجونه من رعاية خاصة.
من أبرز مضامين ومحتويات ونصوص هذه الاتفاقية ضمان حق الحياة للأطفال وعدم الاعتداء على كرامتهم سواء بالشتم أو الضرب أو الاغتصاب، وضمان حقهم في التعليم والنمو في بيئة صحية خالية من أية أمراض اجتماعية، كما أعطتهم الحق في الرعاية الصحية، كما أعطته الحماية من كافة أشكال التمييز سواء الأشكال القائمة على الأصل أو اللغة أو العرق أو الدين أو اللون أو أي شكلٍ من أشكال التمييز، كما حمتهم من استغلالهم في العمل وفرغتهم للتعليم فقط، كما أن الاتفاقية لم تنس رعاية الإطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ورعاية وضمان معالجتهم ورعايتهم الصحية وحصولهم على التعليم المناسب وعدم إمتهان كرامتهم وتضييعها.
بنود اتفاقية حقوق الطفل
أقرّ زعماء العالم بحاجة أطفال العالم إلى اتفاقية خاصة بهم، لأنه غالبا ما يحتاج الأشخاص دون الثامنة عشر إلى رعاية خاصة وحماية لا يحتاجها الكبار لتمكين الطفل من التمتع بطفولة سعيدة ينعم فيها، ويكون محميا من جميع الجهات ولديه الحقوق التي تؤمن له حياة سعيده، لخيره وخير المجتمع، واهم بنودها :
أولاً:يجب أن يتمتع الطفل بجميع الحقوق المقررة في هذا الإعلان. ولكل طفل بلا استثناء الحق في أن يتمتع بهذه الحقوق دون أي تفريق أو تمييز بسبب اللون أو الجنس أو الدين، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة، أو النسب أو أي وضع آخر يكون له أو لأسرته.
ثانيا:يجب أن يتمتع الطفل بحماية خاصة وأن تمنح له الفرص والتسهيلات اللازمة لنموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي نموا طبيعيا سليما في جو من الحرية والكرامة.
ثالثا:للطفل منذ مولده حق في أن يكون له اسم وجنسية.
رابعا:يجب أن يتمتع الطفل بفوائد الضمان الاجتماعي وأن يكون مؤهلا للنمو الصحي السليم. وعلى هذه الغاية، يجب أن يحاط هو وأمه بالعناية والحماية الخاصتين اللازمتين قبل الوضع وبعده. وللطفل حق في قدر كاف من الغذاء والمأوى واللهو والخدمات الطبية.
خامسا:يجب أن يحاط الطفل المعاق جسميا أو عقليا أو المقصي اجتماعيا بالمعالجة والتربية والعناية الخاصة التي تقتضيها حالته.
سادسا:يحتاج الطفل لكي ينعم بشخصية سليمة إلى الحب والتفهم. ولذلك يجب أن تتم نشأته برعاية والديه وفي ظل مسؤوليتهما، في جو يسوده الحنان والأمن المعنوي والمادي فلا يجوز إلا في بعض الظروف، فصل الطفل الصغير عن أمه. ويجب على المجتمع والسلطات العامة تقديم عناية خاصة للأطفال المحرومين من الأسرة وأولئك المفتقرين إلي كفاف العيش.
سابعا:للطفل حق في تلقي التعليم، الذي يجب أن يكون مجانيا وإلزاميا، في مراحله الابتدائية علي الأقل، وتقع هذه المسؤولية بالدرجة الأولى على أبويه. ويجب أن تتاح للطف يجب أن يكون الطفل، في جميع الظروف، بين أوائل المتمتعين بالحماية والإغاثة.
تاسعا:يجب أن يتمتع الطفل بالحماية من جميع صور الإهمال والقسوة والاستغلال.ولا يجوز استخدام الطفل قبل بلوغه سن الرشد. ويحظر في جميع الأحوال حمله على العمل أو تركه يعمل في أية مهنة أو صنعة تؤذي صحته أو تعليمه أو تعرقل نموه الجسمي أو العقلي أو الخلقي.
عاشرا:يجب أن يحاط الطفل بالحماية من جميع الممارسات التي قد تضر به كالتمييز العنصري أو الديني أو أي شكل آخر من أشكال التمييز، وأن يربى على روح التفهم والتسامح، والصداقة بين الشعوب، والسلم والأخوة العالمية.
حماية حقوق الطفل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق